proo-star
أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحةالتسجيل كما يشرفنا اد كنت عضو في المنتدى
أن تشارك معنا بعم الفائدة لكل الزوار والاعضاء
proo-star
أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحةالتسجيل كما يشرفنا اد كنت عضو في المنتدى
أن تشارك معنا بعم الفائدة لكل الزوار والاعضاء
proo-star
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مرحبا بك يا (زائر) في منتدي برو ستار نتمني ان تقضي وقتاً ممتعاً معنا
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيل
المواضيع الأخيرة
» طلبات نصائح تجميع الأجهزة وأسعارها
سندباد و صخور الموت .. نبيل فاروق . I_icon_minitimeمن طرف Mr.admin الثلاثاء أكتوبر 27, 2015 5:38 pm

» عطور فرنسيه عرض بقيمة 290 ريال حصريا و لفتره محدوده
سندباد و صخور الموت .. نبيل فاروق . I_icon_minitimeمن طرف ملاك العسوله الإثنين يوليو 13, 2015 4:30 pm

» منتدى انور ابو البصل الاسلامي يتشرف بانتسابكم اليه
سندباد و صخور الموت .. نبيل فاروق . I_icon_minitimeمن طرف صبر جميل الأربعاء يونيو 17, 2015 6:12 am

» تلخيص روايات اللغة الفرنسية للسنة الأولى باكالوريا
سندباد و صخور الموت .. نبيل فاروق . I_icon_minitimeمن طرف Mr.admin السبت سبتمبر 27, 2014 6:32 pm

» بمناسبة الدخول المدرسي : رسالة الى طلاب العلم
سندباد و صخور الموت .. نبيل فاروق . I_icon_minitimeمن طرف Mr.admin السبت سبتمبر 20, 2014 7:14 pm

» مواعيد الامتحانات الإشهادية للموسم الدراسي 2014-2015 بالمغرب
سندباد و صخور الموت .. نبيل فاروق . I_icon_minitimeمن طرف Mr.admin السبت سبتمبر 20, 2014 7:12 pm

» كيف تقوي ذاكرتك ؟
سندباد و صخور الموت .. نبيل فاروق . I_icon_minitimeمن طرف Mr.admin السبت سبتمبر 20, 2014 7:11 pm

» غيابهم لا يعني اختفاؤهم !...
سندباد و صخور الموت .. نبيل فاروق . I_icon_minitimeمن طرف Mr.admin الخميس سبتمبر 18, 2014 10:22 am

» حرب اللّباس
سندباد و صخور الموت .. نبيل فاروق . I_icon_minitimeمن طرف Mr.admin الخميس سبتمبر 18, 2014 10:20 am


 

 سندباد و صخور الموت .. نبيل فاروق .

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الناصح الأمين

الناصح الأمين


الدولة : الكويت
سندباد و صخور الموت .. نبيل فاروق . Jb12915568671
الخنزير
عدد المساهمات : 11
تاريخ التسجيل : 04/07/2013
العمر : 29
الموقع : awsat.forumarabia.com

سندباد و صخور الموت .. نبيل فاروق . Empty
مُساهمةموضوع: سندباد و صخور الموت .. نبيل فاروق .   سندباد و صخور الموت .. نبيل فاروق . I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 23, 2013 6:22 am






(( سندباد و صخور الموت )) للدكتور : نبيل فاروق .


القصّة الثانية من سلسلة : رحلات سندباد .






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ






~ رحلات سندباد ~








هذه السلسلة تقدّم لك مغامرات جديدة ، من طراز خاص و فريد ..


إنها ليست رحلات (سندباد) السبع الشهيرة ، التي طالعتك من قبل في (ألف ليلة و ليلة) ..


إنها رحلات (سندباد) جديد ..


(سندباد) عصري ، يمتزج في مغامراته الخيال العلمي ، و روح الأساطير ، و عبق التاريخ ..


و في كل مرّة ستخوض مع (سندباد) و سفينته مغامرة جديدة .. و رحلة جديدة ..


و في كل مرّة سيحيط بك خليط من الغموض و الإثارة و الإبهار و الحركة ..


هذا لأنها ليست رحلات عاديّة ..


إنها رحلات (سندباد) ..


(سندباد) جديد ..








ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ








~ سندباد و صخور الموت ~








انتهى القبطان (سندباد) من رحلاته السبع الشهيرة ، و راح يروي مغامراته في مجلس السلطان ، مؤكّداً أنه قد شاهد كلّ عجائب الدنيا ، و لكنّ الوزير السلطان روى له قصّته مع البحر ، عندما شاهد شمساً تشرق في منتصف الليل ، و طيوراً عملاقةً تختطف البحّارة من السفن ..


و كان على (سندباد) أن يقبل هذا التحدّي الجديد ، و أن ينطلق بسفينته في رحلته الجديدة ..


رحلة (سندباد) الثامنة ..








........................................






انتهت الشمس من رحلتها اليوميّة ، و بدأت تستعدّ للغوص في الأفق ، عندما أطلق (صفوان) زفرةً حارّةً ، و هو يقول في إرهاق :


- هل نرسو هنا يا (سندباد) ؟


أجابه القبطان (سندباد) ، و هو يتطلع إلى الأفق :


- نعم يا (صفوان) .. أعتقد أنّ الرجال يحتاجون إلى قسط من الراحة ، بعد العواصف التي أرهقتهم ، طوال الأيّام الثلاثة الماضية .






صاح (صفوان) بالرجال ، يدعوهم إلى إلقاء الهَلْب ، و لم تمض دقائق حتى كانت السفينة متوقفةً وسط بحر هادئ ، يمتدّ إلى مدى البصر ، و قد انطوت أشرعتها ، و تهالك بحّارتها في أركانها ، ينشدون الراحة ، في حين استند (سندباد) و (صفوان) إلى حاجز السفينة ، يتطلعان إلى البحر ، و إلى القمر الذي برز في السماء ، مع غياب الشمس ، و قال الأخير :


- عجباً يا (سندباد) ! .. من يشاهد البحر الآن ، بكل هدوئه و سكونه ، لا يتصوّر أبداً أنه البحر نفسه ، الذي كانت أمواجه تتصارع أمس في ثورة جنونيّة .






ابتسم (سندباد) ، و هو يقول : هكذا البحر يا صديقي .. يثور و يغضب ليومين أو ثلاثة ، ثم لا يلبث أن يستكين .






تثاءب (صفوان) في إرهاق ، و هو يغمغم : أتعشّم أن يظلّ على سكونه ليومين آخرين ، فأنا أحتاج إلى نوم عميق ، و ...






قبل أن يتمّ عبارته ، غمره فجأةً ضوء مبهر ، آتٍ من أعلى ، و ارتفع صوت (سندباد) ، يهتف في مزيج من الدهشة و الجزع :


- ربّاه ! .. انظر يا (صفوان) .






رفع (صفوان) عينيه إلى أعلى ، فأعشى الضوء بصره لحظةً ، قبل أن يتبيّن ذلك المشهد المخيف ..






كانت هناك نيران تهبط من السماء ، و تنقضّ على السفينة مباشرةً ..






كتل من اللهب ، تندفع نحو السفينة في صوت أشبه بفحيح ألف ألف ثعبان ، و ضوء يكاد يُحيل الليل إلى نهار جديد ، بعد غروب الشمس ..






و سادت موجة هائلة من الذعر في المكان ، و راح الجميع يجرون و يعدون إلى كل مكان بلا هدف ، في حين صرخ (صفوان) ، و هو يستلّ سيفه على نحو غريزيّ :


- إنها تنقضّ علينا يا (سندباد) .. ربّاه .. إنها ستسقط فوقنا !






كانت موجة الخوف عارمةً ، تحمل في طيّاتها يأساً بلا حدود ، و الجميع يتصوّرون أنّ كرات اللهب ستسقط فوق السفينة ، فتسحقها سحقاً ، بكلّ ما عليها و من عليها .. و لكن هذا لم يحدث لحسن الحظ ..






لقد سقطت كرات اللهب في البحر ، على قيد أمتار قليلة من السفينة ، و تسبّب سقوطها في حدوث موجة عنيفة ، كادت تقتلع سفينة (سندباد) من مكانها ، و حملت معها قطعاً صغيرةً من الصخور ذات اللون الأحمر ، تناثرت على السطح ، قبل أن يستعيد البحر هدوءه ، و يسكن كلّ شيء مرّة أخرى ..






و لثوانٍ ، ران على السفينة صمتٌ رهيبٌ ، قطعه (صفوان) ، و هو يهتف في فرح : نجونا .. نجونا يا (سندباد) .






و مع صيحته تقافز الجميع يصرخون و يهتفون ، و يتعانقون في سعادة جمّة ، و (صفوان) يواصل : لثوانٍ تصوّرت أنّ كرات اللهب هذه ستسحقنا جميعاً يا (سندباد) .. لقد نجونا بمعجزة يا صديقي .






و لكنّ (سندباد) أجابه ، في صوت يحمل رنّة قلق ، و هو يتطلع إلى البحر :


- و لكن يبدو أنّ الماء لم ينجح في إطفاء كتل اللهب هذه يا صديقي .






تطلع (صفوان) إلى البحر بدوره ، و أدهشه ذلك الضوء المنبعث من أعماقه أسفل السفينة ، فتمتم و قد انتقلت إليه موجة القلق :


- يلوح لي أنّه ليس لهباً يا صديقي .






ثم التفت يشير إلى الصخور الصغيرة ، التي تناثرت على السفينة ، و التي ينبعث منها ذلك الضوء الأحمر ، مستطرداً :


- انظر .. إنها لم تحرق أخشاب السفينة !






حدّق (سندباد) في تلك الصخور الصغيرة في حيرة ، ثم اقترب منها في حذر ، و هو يقول : هذا أمرٌ عجيبٌ يا رجل ، و لكن دعنا نفحصها عن قرب ، قبل أن ندلي بدلونا .






اندفع خلفه (صفوان) ، و هو يهتف : احترس يا (سندباد) ، فربّما ..






قبل أن يكمل حديثه ارتجّت السفينة في عنف ، على نحو اختلّ معه توازن (صفوان) ، فارتطم بالقبطان (سندباد) ، و سقطا معاً أرضاً ، و القبطان يهتف : ما هذا ؟! .. ماذا حدث ؟!






أجابه (صفوان) ، و هو ينهض بسرعة ، و يسرع مع عدد من البحّارة إلى حاجز السفينة : شيء ما ارتطم بنا .






لحق بهم (سندباد) ، و وقف الجميع يتطلعون إلى البحر في حيرة ، و هتف أحد البحّارة : انظروا .. أسماك درفيل ميّتة .






حدّق الجميع في دهشة في عدد من أسماك الدرفيل ، طفت على السطح ، و رءوسها محطّمة .






و هتف (صفوان) مشدوهاً : ربّاه ! .. ما الذي فعل بها هذا ؟!






انعقد حاجبا (سندباد) ، و هو يقول :


- أخشى أنه من المحتمل أنها فعلت هذا بنفسها .






سأله (صفوان) في حيرة : ماذا تعني يا (سندباد) ؟






أشار (سندباد) إلى البحر ، و هو يهتف : هذا ما أعنيه يا صديقي .






استدار الجميع في سرعة ، إلى حيث يشير (سندباد) ، و اتسعت عيونهم في هلع ، عندما رأوا سرباً من أسماك الدرفيل ينقضّ عليهم ، و تراجعوا في سرعة ، في نفس اللحظة التي ارتطم فيها السرب بالسفينة ، التي ارتجت في عنف ، فصرخ (صفوان) :


- لماذا ؟! .. لماذا تهاجمنا أسماك الدرفيل ؟! .. المفروض أنها أسماك مسالمة هادئة !






أجابه (سندباد) في توتر ، و هو يسرع مرّةً أخرى إلى حاجز السفينة ، و يُلقي نظرةً على الضوء الأحمر ، المنبعث من أعماق البحر :


- ربّما يثيرها شيءٌ ما .






قال (صفوان) في دهشة ، و هو يراقب أسماك الدرفيل الصريعة ، التي تطفو على السطح : و لكنّها تقتل نفسها بهذا !!






أجابه (سندباد) : و هذا يعني أنّ تأثير ذلك الشيء عليها أقوى من قدرتها على الإدراك .. بل و أقوى حتى من غريزة البقاء في أعماقها .






التفت إليه (صفوان) ، يسأله في قلق :


- فيم تشكّ يا (سندباد) ؟






أشار (سندباد) إلى الضوء الأحمر ، المنبعث من الأعماق ، و هو يقول :


- في هذا .






حدّق (صفوان) في الضوء بدوره ، و هو يردّد ذاهلاً :


- هذا ؟! .. أتشكّ في هذا ؟!






و لكنّ (سندباد) تجاهل سؤاله تماماً هذه المرّة ، و هتف ببحّارته :


- ارفعوا الهلْب ، و افردوا الأشرعة يا رجال .. سنبتعد عن هنا بأقصى سرعة .






انطلق البحّارة ينفذون الأمر على الفور في حين سأل (صفوانُ) (سندبادَ) في مزيج من القلق و الحيرة و الخوف :


- (سندباد) .. هل تعتقد حقًّا أنّ ذلك الشيء يمكنه أن يثير أسماك البحر ؟






أجابه (سندباد) في توتر ملحوظ :


- ليست الأسماك وحدها ، و لكن ربما كان يثير كل مخلوقات البحر يا صديقي ، و منها ما لا يمكن أن تصمد سفينتنا أمامه .






سأله (صفوان) :


- هل تعتقد أنّ أسراب الدرافيل ستهاجمنا مرّةً أخرى ؟






أجابه (سندباد) ، و هو يتابع عمليّة فرد الأشرعة :


- لا يمكنني استبعاد هذا ، فربما جذب هذا الشيء سرب درافيل قريباً ، و دفعه إلى مهاجمتنا ، و ربما لو اقترب سرب آخر ، لجذبه أيضاً .






اتسعت عينا (صفوان) لحظةً ، ثم هتف بدوره بالبحّارة :


- ألم تسمعوا قول القبطان أيها الأغبياء .. لا بدّ أن نبتعد عن هنا بأقصى سرعة .






انفردت أشرعة السفينة ، و انطلقت تشقّ طريقها في بطء ، وسط البحر الهادئ ، بسبب قلة الرياح ، فعضّ (صفوان) شفتيه ، و هو يقول في حنق :


- كم أشتاق الآن لتلك العواصف ، التي كانت تدفع سفينتنا دفعاً .






غمغم (سندباد) ، و القلق يملأ صوته و ملامحه :


- المهم أن نبتعد عن هنا يا صديقي ، و أن ...






لم يكن قد أتمّ عبارته بعد ، عندما انطلقت صرخة هادرة بغتةً :


- الموت للقبطان .






و من بين البحّارة ، انطلق أحدهم يحمل سيفه ، و ينقضّ في وحشيّة عجيبة على القبطان (سندباد) ، الذي بدت الدهشة على وجهه لحظةً ، إلّا أنه لم يلبث أن نفضها عن نفسه ، و وثب جانباً ، متفادياً ضربة سيف البحّار ، و هو يهتف : ماذا أصابك يا رجل ؟






استلّ (صفوان) سيفه ، عندما شاهد الرجل يهاجم (سندباد) مرّةً أخرى ، و صاح في دهشة غاضبة : لقد أصابه الجنون ، حتى يهاجم القبطان .






و لكنّ (سندباد) أسرع يستلّ سيفه بدوره ، و هو يهتف به :


- لا تهاجمه يا (صفوان) .






قالها ، و هو يصدّ ضربة سيف البحّار بسيفه ، ثم يزيح السيف جانباً ، و يضربه بسيفه في قوّة مدهشة ، و (صفوان) يهتف حائراً :


- لا أهاجمه ؟! .. أيّ قول هذا يا (سندباد) ؟






كان يستنكر ذلك الأمر ، الذي منعه به (سندباد) من الدفاع عنه ، أو القتال إلى جواره ، و لكنّه لم يجرؤ على مخالفة أوامر القبطان ، واصل قتاله مع البحّار في قوّة ، أمام أعين البحّارة الذاهلة ، ثم لم يلبث أن تفادى ضربة سيف قويّة ، و وثب يتعلق بسلم الحبال ، على جانب السفينة ، قفزت قدمه تركل السيف من يد البحّار ، ثم انطلقت قبضته تلكمه كالصاعقة ..






و سقط البحّار أرضاً فاقد الوعي ، مع سقطته انفرجت أصابع يده اليسرى ، فتدحرجت منها قطعة صغيرة من تلك الصخور اللامعة الحمراء ، في نفس اللحظة التي وثب فيها (صفوان) نحوه ، و هتف غاضباً :


- هذا الخائن يستحقّ القتل يا (سندباد) .






أشار إليه (سندباد) هاتفاً :


- رويدك يا رجل .. إنه لم يكن يقصد ما فعله ، و لم يكن يعيه أيضاً .






قال (صفوان) مستنكراً :


- ماذا تقول يا (سندباد) ؟! .. لقد هاجمك الرجل عمداً ، و حاول قتلك .






أجابه (سندباد) في حزم : إنه لم يفعل هذا بكامل وعيه ، فقد ..






قاطعه فجأةً صوت يصرخ :


- سيدي القبطان .. هجوم الدرافيل أصاب السفينة ، و الماء يتدفّق في القاع .






قفز (سندباد) من مكانه بسرعة ، هاتفاً : أسرعوا يا رجال .. احملوا بعض الأخشاب ، و أصلحوا قاع السفينة ، قبل أن نغرق جميعاً .






دبّت حالةٌ من النشاط و التوتر في السفينة ، و راح الجميع يتحرّكون في كل مكان ، بعضهم يحضر الأخشاب ، و البعض الآخر المسامير و الأدوات ، و هبط معهم القبطان (سندباد) إلى القاع ، ليشرف بنفسه على عمليّة الإصلاح ، و هو يهتف : لا تترك السطح يا (صفوان) .. فمن يدري ما يمكن أن نواجهه !






وقف (صفوان) في مكانه على السطح ، يدير عينيه فيما حوله ، وسط عدد من البحّارة ، و قد انتابه قلق عنيف ، حتى أنّ جسده انتفض في شدّة ، عندما تأوّه ذلك البحّار ، الذي أفقده (سندباد) الوعي ، و استلت يده سيفه في حركة حادّة عنيفة ، مع صوت البحّار المتهالك ، و هو يستعيد وعيه ، مغمغماً :


- ماذا حدث ؟! .. ماذا أصابني ؟!






صاح به (صفوان) في غضب :


- ويل لك يا رجل .. لقد حاولت قتل القبطان (سندباد) .






هتف البحّار في دهشة : أنا ؟! .. أنا أحاول قتل القبطان (سندباد) ؟! .. هذا مستحيل ! .. إنني أدين له بحياتي ، التي أنقذها ذات يوم .






قال (صفوان) في عصبيّة تمتزج بالدهشة : و لكننا رأيناك جميعاً تفعل هذا يا رجل .






قال البحّار في حيرة شديدة :


- أنا أفعل هذا ؟! .. إنني أجهل حتى كيف وجدت نفسي فاقد الوعي ، على هذا النحو ، فكلّ ما أذكره هو أنني أمسكت إحدى تلك الصخور المضيئة ، و كنت أتصوّرها ساخنةً ، و لكنني فوجئت بها باردةً كالثلج ، و ...






بتر عبارته في حيرة ، فسأله (صفوان) في حدّة :


- و ماذا يا رجل ؟






هزّ الرجل رأسه ، مغمغماً :


- و بعدها لا أذكر شيئاً ، و كأنّ سحابةً سوداء تحجب ذاكرتي تماماً .






عقد (صفوان) حاجبيه في شدّة ، و هو يحدّق في وجه البحّار غير مصدّق ، ثم أدار عينيه إلى الصخور المضيئة ، و بقي جامداً في مكانه لحظات ، قبل أن ينحني ليلتقط إحداها في حذر ، قائلاً : إنني أتساءل ...






التقط الصخرة الصغيرة ، التي بدت له بالفعل باردةً كالثلج ، على الرغم من شكلها الشبيه بالجمر المتوقد ، و راح يتطلع إليها بعينين جامدتين ، في نفس اللحظة التي صعد فيها (سندباد) إلى السطح ، و قال في إرهاق :


- حمداً لله .. لقد نجحنا في سد الثقب ، و ستواصل السفينة رحلتها إلى الوطن بإذن الله ، و هناك سيتمّ إصلاح الثقب جيّداً ، و ...






بتر عبارته ، عندما لاحظ تلك النظرة الشاردة ، في عيني (صفوان) ، فسأله في قلق :


- (صفوان) .. هل تسمعني يا صديقي ؟






بدا له (صفوان) أشبه بتمثال من الرخام ، فاقترب منه في حذر ، و لمس كتفه ، و هو يواصل في توتر : (صفوان) .. ماذا أصابك ؟






و فجأةً دبّ النشاط في جسد (صفوان) و صاح في غضب ، و هو يدفع (سندباد) بعيداً :


- ابتعد .






ثم استلّ سيفه ، و انقضّ عليه ، صارخاً :


- إنك تستحق القتل .






قفز (سندباد) جانباً ، متفادياً ضربة سيف (صفوان) ، و تركزت عيناه على تلك الصخرة المضيئة ، التي يحملها هذا الأخير في قبضته اليسرى ، فهتف : آه .. هذا سر البلاء .






ثم مال جانباً متفادياً ضربة سيف ثانيةً ، و ركل الصخرة من يد (صفوان) بكل قوّته ، و هو يقول : أوّلاً نتخلّص من السبب .






و هوى على فك (صفوان) بلكمة عنيفة ، مستطرداً : ثم أفعل ما أكره فعله .






سقط (صفوان) أرضاً ، مع اللكمة القويّة ، و سقط سيفه معه ، فوثب (سندباد) إلى الصخرة المضيئة ، و ركلها بكل قوّته ، فألقاها في البحر ، ثم التفت يواجه مساعده ، الذي فتح عينيه عن آخرهما في دهشة ، و هو يهتف :


- ماذا حدث ؟ .. ماذا أصابني ؟






اتجه إليه (سندباد) و هو يقول : حمداً لله على سلامتك يا صديقي .






ثم التفت إلى بحّارته ، مستطرداً بهتاف قويّ :


- ألقوا كل تلك الصخور في البحر ، و حذار أن يلمسها أحدكم بيده .






راح البحّارة يركلون الصخور ، و يلقونها في البحر ، في حين نهض (صفوان) و الحيرة تملأ وجهه ، و هو يقول : لماذا يا (سندباد) ؟ .. لماذا أمرتهم بهذا ؟ .. و ماذا سيحدث لو لمسها أحدهم بيده ؟!






ربت (سندباد) على كتفه ، و هو يبتسم قائلاً :


- الكثير يا صديقي .. هذه الصخور هي المتسبّب في كل ما أصابنا حتى الآن ، و كل ما كان من الممكن أن يصيبنا ، لو لم نلقها في البحر .






اتسعت عينا (صفوان) في دهشة ، و هو يقول :


- كيف يا (سندباد) ؟ .. إنها مجرّد صخور يا صديقي .






ابتسم (سندباد) و هو يقول : ليست صخوراً عاديّةً يا صديقي ، و ليس لديّ تفسير لما حدث ، و لكن ...






و شرد ببصره لحظةً ، قبل أن يضيف في خشوع :


- ما أوتينا من العلم إلّا قليلاً .






قالها و السفينة تعاود مسيرتها ، تحت ضوء القمر ، و النجوم التي تزيّن السماء كمصابيح جميلة ..






تلك النجوم ، التي ربما أتت منها تلك الصخور ..






صخور الموت !



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شبح المنتديات

شبح المنتديات


الدولة : الجزائر
سندباد و صخور الموت .. نبيل فاروق . Jb12915568671
عدد المساهمات : 694
تاريخ التسجيل : 01/05/2013

سندباد و صخور الموت .. نبيل فاروق . Empty
مُساهمةموضوع: رد: سندباد و صخور الموت .. نبيل فاروق .   سندباد و صخور الموت .. نبيل فاروق . I_icon_minitimeالأربعاء يوليو 24, 2013 12:33 am

موضوع رائع يسلمو ع الطرح
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
dz_amine

dz_amine


نوع التصفح : اوبرى
الدولة : الجزائر
سندباد و صخور الموت .. نبيل فاروق . Jb12915568671
التِنِّين
عدد المساهمات : 101
تاريخ التسجيل : 22/07/2013
العمر : 35
الموقع : http://fb-game.arabepro.com/

سندباد و صخور الموت .. نبيل فاروق . Empty
مُساهمةموضوع: رد: سندباد و صخور الموت .. نبيل فاروق .   سندباد و صخور الموت .. نبيل فاروق . I_icon_minitimeالأربعاء يوليو 24, 2013 3:25 pm

شكرا لك على الموضوع المميز
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كبرياء

كبرياء


الدولة : السعودية
سندباد و صخور الموت .. نبيل فاروق . Jb12915568671
الكلب
عدد المساهمات : 23
تاريخ التسجيل : 31/07/2013
العمر : 30
الموقع : http:/black-befitting-your.almountadayat.com

سندباد و صخور الموت .. نبيل فاروق . Empty
مُساهمةموضوع: رد: سندباد و صخور الموت .. نبيل فاروق .   سندباد و صخور الموت .. نبيل فاروق . I_icon_minitimeالأحد أغسطس 04, 2013 10:21 pm

موضوع في قمة الخيااال
طرحت فابدعت
دمت ودام عطائك
ودائما بأنتظار جديدك الشيق

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سندباد و صخور الموت .. نبيل فاروق .
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
proo-star :: المنتديات الأدبية :: القصص والروايات-
انتقل الى: