حرب اللّباس
يعيش المغاربة هذه الأيام حربا معلنة بعدما كانت إلى وقت قريب خفية ، فأصبح اليوم المغاربة يتابعون خرجات كل طرف على حدى، لكن السؤل لذي يفرض نفسه بقوة هو من يفتي اليوم في اللباس هل هم الليبراليون العلمانيون أم المحافظون هل هو اليساري أم اليميني؟ .
إنها فعلا أسئلة الحاضر والمستقل تستدعي من الجميع وقفة تأمل لحسم هذا الصراع الذي بدأت تتسع هوته في وقت لازال المعتدلون المغاربة " فقهاء وسياسيون ومفكرون وباحثون" عاجزون عن الدخول لإيجاد سبل بديلة لكي لايصبح الصراع أو المنع اللفضي يوما ما من كل طرف، يصبح عنفا جسديا بين الأطراف المتنازعة تماشيا مع يضمنه المذهب المالكي المعتدل وبين ماينص عليه دستور المملكة من حقوق ووجبات تطبيقا لمضامينه وتشريعاته الوطنية وإلتزاماته بخصوص المنتظم الدولي .
هذا ويعد الصراع الذي تفجر في الأونة الأخيرة بين المحافظين خصوصا بحزب العدالة والتنمية
واقعة الشوباني والصحفية، وكذلك بين الليبرليين أو العلمانيين نموذجا سميرة السطايل مديرة الأخبار بالقناة الثانية .
الصراع بدأت معالمه تنجلي بعد أن أفردت القناة الثانية خلال نشرة الاخبار بالفرنسية التي بثت يوم الأحد الماضي روبورطاجا لقضية صحافية "العاصمة بوست" التي طردها الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان الحبيب الشوباني من مقر البرلمان بسبب ما اعتبره "لباسا غير محتشم". وعرضت قناة سطايل روبورطاجا ضمنته تصريحات لجمعيات نسائية تندد بما حصل، القناة الثانية بتوجه من مذيرة أخبارها لم تحترم أصول المهنة بخصوص أخد مواقف الأطراف المتنازعة،وترك المشاهد الحكم يخرج بخلاصات تهمه وهو مقتنع بها ، لكن القناة تحاول كعادتها تمرير خطاب أوحادي الجانب خدمة لأجندة الصراع لدائر بين العماني والمحافظ .
فالأكيد ن سميرة سطايل حاولت من خلال روبورطاجها توجه "ضربة" جديدة في سياق حربها الباردة مع حزب العدالة والتنمية، الذي سبق أمينه العام عبد الاله ابن كيران قبل سنوات ان هاجم صحافية القناة الثانية أمينة خباب للسبب نفسه وفي المكان نفسه.
نفس الأمر وقع لسميرة سطايل مديرة الاخبار بالقناة الثانية بعد أن هاجمت مؤخرا الصحافية ومقدمة نشرة الاخبار بالفرنسية "غزلان الطيبي" بسبب لباسها الذي أدت به نشرة الاخبار يوم 14 مارس. وبلغ الهجوم حد نزول سطايل الى بلاطو الاخبار وسب الصحافية وهي تقدم الاخبار المباشرة، مما سبب لها ارتباكا واضحا وانهيارا عصبيا.
ولم يقف الامر عند هذا الحد، بل وجهت مديرة الاخبار رسالة نارية الى الصحافية، مهددة إياها بإيقافها عن بث الاخبار بسبب ما اعتبرته لباسا غير محترم، علما ان القناة هي من توفر اللباس لصحافييها الذين يقدمون الاخبار، ولا يتم شراؤه الا بعد تأشير سطايل عليه.
تصرف الوزير الشوباني قد فتح سيلا من الردود و الغضب وسط النساء و غير النساء لان معظم من تحدث في النازلة اعتبر لباس الصحافية لباس عاديا يليق بالمقام و لا يحمل أي معنى للاستفزاز أو الإثارة و قلة احترام للناس و للمؤسسة.
نفس الأمر في تدخل سميرة سطايل في محاربة نوع من اللباس لدى صحافية تعمل ي قسم الأخبار والذي يعد "اللباس" من أصول المغاربة ودينهم الإسلامي فيه نوع من الحشمة والوقار.
سيستمر الصراع وسيستمر معه طبعا النقاش لكن من سيحسم ألأمر في النهاية.
هبة بريس تضع هذا الملف للنقاش بين قراءها وأخذ وجهة نضرهم بخصوص هذا الصراع الجديد.
المصدر : هبة بريس