المكان: إستاد عمان الدولي – عمان – الأردن
الزمان: 31 آب عام 1999
الجمهور: فاق الـ 25000 متفرج على المقاعد وفوق الأسوار، يتقدمهم ملك الأردن وعقيلته وعدد من الأمراء ورجال الدولة
المناسبة: نهائي مسابقة كرة القدم بالدورة العربية التاسعة "دورة الحسين" والتي جمعت بين المنتخبين الأردني والعراقي
نبذة عن البطولة:
تعقد دورة الألعاب العربية كل 4 سنوات، بدأت الفكرة بإقامتها في العام 1947 ولكن قوبلت بالرفض في ذلك الحين حتى جاء المهندس أحمد الدمرداش وعمل على التواصل مع كافة الأطراف ووافقت جامعة الدول العربية على إقامة الدورة وعقدت أول دورة في العام 1953.
المنتخبان الأردني والعراقي برصيد كل واحد منهما كأس واحد، الأردن فاز بالبطولة في عام 1997 على حساب سوريا، والعراق في العام 1985 بفوزه على المغرب، ويسعى كل منهما لتعزيز موقعه في رصيد الكؤوس.
تاريخ اللقاءات بين الفريقين يبدأ من العام 1964، المنتخب العراقي فاز على المنتخب الأردني 14 مرة مقابل 4 مرات فقط للمنتخب الأردني و3 حالات تعادل.
وضع المنتخبين قبل المباراة والوصول إلى النهائي:
المنتخب الأردني تأهل عن مجموعته بالصدارة حيث تغلب على منتخبي فلسطين وقطر، العراق كان في المجموعة الرابعة وتأهل ثاني مجموعة بعد تغلبه على البحرين وخسارته من ليبيا، في الدور الثاني كان المنتخبان في نفس المجموعة وتأهلا أولاً وثانياً عن المجموعة الأولى بـ 6 نقاط، في الدور نصف النهائي تغلب العراق على ليبيا بنتيجة 3-1 وتغلب الأردن على فلسطين بـ 4-1
المباراة النهائية:
جاء يوم الحسم، المنتخب الأردني كان يسعى جاهداً للفوز لعدة أسباب، أولها الحفاظ على لقب الدورة حيث حصل على كأس الدورة عام 1997 بتغلبه على الفريق السوري في لبنان، ولكون الدورة تقام على أرضه ولكونها تحمل اسم ملك الأردن الحسين حيث قررت اللجنة المنظمة للدورة تسميتها بدورة الحسين وفاء للملك الراحل الحسين بن طلال (توفي قبل الدورة بـ 6 أشهر)
بدأت المباراة بسيطرة واضحة للمنتخب الأردني، افتتح التسجيل عبد الله أبو زمع في الدقيقة 30 بهدف من ركلة جزاء، بدران الشقران عزز التقدم مع بداية الشوط الثاني في الدقيقة 51، اللاعب العراقي راضي شنيشل سجل في مرمى فريقه بالخطأ في الدقيقة 66، ثم أعاد التسجيل بدران الشقران مرة ثانية في الدقيقة 70.
تهلل وجه المنتخب الأردني، 4 أهداف نظيفة ولم يبقى سوى 20 دقيقة للفوز باللقب، مهمة ليست بالصعبة (هكذا بدت على الأقل)، لا يوجد معلق في العالم لم يقل الجملة المشهورة (كرة القدم لا تعرف المستحيل) وفعلاً في هذه المباراة تم إثبات هذه النظرية، هجم المنتخب العراقي هجوماً ضارياً يليق بأسود الرافدين، فسجل حسام فوزي في الدقيقة 74 الهدف الأول، الثاني في الدقيقة 75 من ركلة جزاء أحرزها نفس اللاعب، حيدر محمود أخذ نصيبه بالتسجيل في الدقيقة 77، واختتمها رزاق فرحان في الدقيقة 86، 4 أهداف في 13 دقيقة، وصدقت مقولة "لا مستحيل في عالم الكرة".
المنتخب الأردني فقد السيطرة كلياً على المباراة من هول الصدمة، الجماهير صامتة تخوفاً من هدف خامس يقضي على الحلم الأردني بالفوز بالكأس، أطلق الحكم صافرة نهاية الشوط الثاني معلناً عن وقت إضافي.
مرّ الشوطان برداً وسلاماً على المنتخب والشعب الأردني الذي كان يلفظ أنفاسه مع كل هجمة عراقية، في الشوط الإضافي الثاني سدد لاعب عراقي تسديدة صاروخية من مسافة بعيدة ارتطمت بالعارضة وعادت الروح للاعبي الأردن بعدها، حافظ المنتخبان على شباكهم نظيفة طيلة الوقت الإضافي وتم الذهاب للضربات الترجيحية.
يذكر أن الحكم المصري "الغندور" طرد المدرب العراقي ناجح محمود من ساحة المباراة قبل تنفيذ الضربات الترجيحية.
لا نجزم، لكن يمكن أن يكون هذا سبباً فيما جرى بعد ذلك، بداً المنتخب الأردني بالتسجيل بأريحية في ضربات الجزاء، وأصاب المنتخب العراقي عقدة في التسجيل، حيث ارتطمت ثلاث كرات عراقية بالقائم مالت بكفة الفوز للمنتخب الأردني حتى جاء سفيان عبد الله ليسدد الضربة الحاسمة والمعلق يرجوه "سفيان يا سفيان" وتمكن من التسجيل.
جنّ جنون الطرفين، الأردني من الفرحة والعراقي من هول الصدمة حيث ضاعت جهوده الإبداعية في الشوط الثاني، الصحافة العربية أكثرت التعليق على ما جرى، وعدّوا القائم بمثابة اللاعب رقم 12 للمنتخب الأردني حيث كان عنصراً أساسياً في مجريات المباراة، حتى أن رسام الكاريكاتير الأردني الشهير عماد حجاج صاحب شخصية أبو محجوب رسم الكاريكاتير التالي:
بعض الصور من المباراة وللمنتخبين:
* صورة المنتخب الأردني ليست من البطولة نفسها
هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 599x399 .
هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 1176x868 .
فيديو لأهم لقطات المباراة:
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته